بين الصحو والمنام شاهدت فيديو لعجوز فاقد الذاكرة عثر عليه أولاده بالصدفة عن طريق صفحة دار الرعاية التي كان فيها، فيديو بكاميرا جريدة جاءت توثق لقاء الأب الأبكم فاقد الذاكرة بأبناءه بعد سنوات.
بَدَأت المشاهدة دون أن أرى مُدّة اللقاء، تخيلت أنها دقائق سيرى فيه الرجل أبناءه ويذكرهم ويتبادلا العناق والدموع وينتهي الأمر لكن الدراما لم تكن في أن الرجل تذكر أبنائه وانما أنه لم يتذكرهم. بدا الأمر مربكًا قليلًا واستدعى أن يُظهر الأبناء بطاقات هوياتهم وصور الهاتف التي تجمعهم به للتأكيد على أنهم أبناءه فعلًا وليسوا نصابين.
وسط هذه الأجواء المتوترة تدخل الكادر امرأة مُنتقبة، سأعرف لاحقًا أنها زوجة الإبن التي كانت ترعى العجوز، تقترب من الرجل زائغ النظرات وتكشف عن وجهها له فيصرخ فرحًا، يعانقها ويُقبّلها وقد تذكرها على الفور، يتعلقان ببعضهما البعض ويبكيان، أبكي معهما بلا سبب، أبكي مع هذا العجوز الذي نسى وجوه أبنائه ولم ينس المعروف، ومع زوجة الإبن المُحِبَّة التي تبكي بلوعة ابنة وجدت أبيها بعد التيه.
كنت مرتبكًا من الموقف الجديد، الأبناء أصبحوا خارج الكادر تلقائيًا، يبكون كذلك، لا أعرف فرحًا بعودة ذاكرة أباهم أم لأنه تذكر غيرهم، والرجل المُتعلِّق بزوجة الإبن لا يسعفه لسانه فيصرخ فرحًا ويشير إليها وإلى نفسه ويقول أشياءًا لا نفهمها ويعانقها من جديد ويبكي من جديد، وهي ترد بين الدموع وهي تُقبّله "دوّرنا عليك كتير يا بابا والله" "دا انت نور عيني".
تجلس جواره وتشير لزوجها/ ابنه لتعرفه عليه، تُخرِج هاتفها وتبحث فيه عن أبناءها/ أحفاده ليراهم ويستعيد بهم جزءًا من ذاكرته لكن العجوز لا يتذكر شئ، نسى كل شئ وتذكّر وجهها لأننا يمكن أن ننسى كل شئ والله إلا المعروف.
يا سلام على زوجة الابن الصالحة ربنا يبركلك فى عمرك
إرسال ردحذفيارب ارزق اولادنا زوجة ابن صالحة زى دى
إرسال ردحذف