لماذا يهاجمون الأزهر ... بقلم أحمد عثمان علي

 


أساس هجوم العلمانيين على الأزهر هو اختلاف مفهوم التجديد لديهم، هم يقصدون به محو أكبر قدر ممكن من التراث الذي يعتبرونه عبئا أثقل كاهل المجتمع، أما التجديد عند الأزهر هو التنقيح الحريص للتراث بما يواكب مستجدات العصر.

التجديد كفله الإسلام ذاته بقول الرسول "إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها" غير أنهم يرون أن من بعث على رأس هذه المائة هو إسلام البحيري !!

الذين يتكالبون على الأزهر الآن ليسوا رجال دين، لم يعرفوا ما هي أحاديث الآحاد إلا من أسبوع، لو كان ابن سلمان ألغى الاعتماد على الأحاديث المتواترة أيضا لكانوا أحر تصفيقا.

التجديد مهمة صعبة وشيخ الأزهر ليس وحده من يجدد أو يمنع التجديد، فالأزهر مؤسسة دينية ليست لمصر وحدها بل للعالم الإسلامي أجمع، عنيت بتجديد العديد من القضايا، لو كلف المنساقون أنفسهم بمشاهدة برنامجه الأخير لثمنوها.

الأكيد أن هؤلاء لا يهمهم الدين، بدلا من أن تحسم معركة علمانية الدولة في البرلمان، يأسوا من محافظية الدولة شعبا ومؤسسات؛ فلجأوا لزعزعة الثقة في المؤسسة الدينية ووضعها محل تقصير واتهام، متطلعين لغايات مشروعة بطرق خبيثة.

ثم جاء المرجفون في المدينة يتهمون الأزهر بالتطرف !! دللوا بانتماء قلة من المتطرفين للأزهر على تطرف الأزهر نفسه، لو قسنا على ذلك فالجيش متطرف؛ حيث انتمى إليه عشماوي، والشرطة متطرفة؛ انتمى إليها الباكاتوشي.

إن ألف عام من عطاء الأزهر الوسطي السمح غير قابل للهدم الآن؛ فللأزهر رب يحميه، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق



    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -