من صعيد مصر الي اكتشاف الجين المسؤول عن سرطان الثدي.. رباب رشوان.. حكاية إمرأة لا تعرف المستحيل


  بملامح مصرية هادئة، وبساطة في التعامل جذبت أساتذتها وزملاءها المحيطين بها تحت سماء أستراليا، وضعت الدكتورة رباب رشوان موطئ قدم بحثية مصرية على خارطة الحرب العالمية على سرطان الثدي.   

من صعيد مصر، وتحديدًا كلية الطب جامعة المنيا، كانت بداية الطبيبة رباب الحاصلة على بكالوريوس الطب والجراحة، وبمؤشرات مرتفعة تستند على درجة الامتياز مع مرتبة الشرف كانت ضربة البداية.  

 قطار التميز للدكتورة رباب لم يتوقف عند محطة البكالوريوس؛ إذ واصلت مشوارها لتحصل على ماجيستير الميكروبيولوجي والمناعة من نفس كليتها بدرجة امتياز أيضًا لتنطلق نحو العالمية، حتى أصبحت مدرس ميكروبيولوجي ومناعة في كلية الطب جامعة المنيا، وبالفعل من المنيا طارت الشابة المصرية إلى أستراليا، وتحديدًا بعد حصولها على بعثة دراسية للحصول على درجة الدكتوراه من جامعة غرب استرليا في العام 2011، ثم الحصول على الدرجة بالفعل بعدها بخمس سنوات أي في العام 2016.   


  لماذا رباب الآن؟ قبل أيام، صعد خبر بقوة الصاروخ إلى وسائل الإعلام العالمية، ومنها المصرية بطبيعة الحال، يتحدث عن اكتشاف الجين المسؤول عن سرطان الثدي الأكثر فتكا بالنساء، لكن خلف هذا الإنجاز العلمي 30 باحثًا يحملون جنسيات مختلفة ومن بين هؤلاء الجنود الدكتورة المصرية رباب رشوان.  

 قبل أن تتحدث دكتورة رباب عن قصة هذا الجين، تشير أرقام منظمة الصحة العالمية إلى وجود 1.38 مليون حالة إصابة جديدة سنويا بسرطان الثدي و458 ألف حالة وفاة جراء الإصابة به.    وسرطان الثدي من أكثر أنواع السرطان شيوعا بين النساء في بلدان العالم المتقدمة وتلك النامية على حد سواء، وتبيّن في السنوات الأخيرة أن معدلات الإصابة بالسرطان آخذة في الارتفاع بشكل مطرد في البلدان المنخفضة الدخل وتلك المتوسطة الدخل بسبب زيادة متوسط العمر المتوقع وارتفاع معدلات التمدّن واعتماد أساليب الحياة الغربية.   

غير أن البحث المنشور في مجلة ناتشر العلمية، مارس الماضي، أزاح الستار عن نوع خطير من أنواع سرطان الثدي (InterCluster 2 subtype)، حيث استغرق العمل به أكثر من 8 أعوام في مركز هاري بيركنز للأبحاث العلمية.   تقول رشوان: "بدأ البحث باكتشاف هذا النوع الخطير من سرطان الثدي، والذي يتميز بشراسته وعدم استجابته للعلاج الهرموني رغم وجود مستقبلات الهرمونات ويتميز أيضا هذا النوع بسرعة انتشار المرض وزيادة معدلات الوفاة".   وبعد البحث الدقيق اكتشف فريق الباحثين وجود جين مسبب لحدوث السرطانات بنسبة عالية في هذا النوع من سرطان الثدي وهو جين (AAMDC)، والذي لم يتم دراسته أو تحديد دوره من قبل في أي دراسة أخرى، بحسب الأستاذة بجامعة المنيا.


  

وبعد كثير من الأبحاث والاستنتاجات، توصل فريق البحث إلى أن هذا الجين من الخلايا السرطانية يؤدي إلى تحويلها لخلايا أقل نموا وأقل انتشارا، وعندما يتم حقن هذه الخلايا المعدلة في حيوانات التجارب ينتج أوراما أقل في الحجم من الأورام الناتجة عن الخلايا الاصلية، مما أكد دوره في المهم في نمو الخلايا السرطانية في هذا النوع من السرطانات.   

ببساطة جين AAMDC هو المسؤل عن حماية الخلايا السرطانية من الاستجابة للعلاج الهرموني، وبذلك فإن علاج هذه الأنواع يعتمد على إضافة بعض العقاقير المؤثرة على الجين بالإضافة إلى العلاج الهرموني لعلاج هذا النوع بالتحديد، ثم تتم متابعة مستوى الجين في الورم كي يتم تحديد مدى الاستجابة للعلاج المتبعة.   

ويعتبر هذا البحث – والكلام عائد للدكتورة رباب - بمثابة أمل جديد في علاج الأنواع الشرسة من سرطانات الثدي مع تحسين نتيجة العلاج وتقليل نسبة الوفيات؛ إذ سيجري فريق العمل أبحاثا مماثلة لاكتشاف دور نفس الجين في سرطانات المبيض والكبد والرئة.


  

 وتؤكد الدكتورة المصرية أن البحث أجري تحت إشراف البروفسور بيلار بلانكافورت، ونظرا لضخامة العمل فقد اشترك في الأسم الأول للبحث ثلاثة باحثات شاركن بالتساوي في العمل تم ترتيبهن أبجديا و هن جولدن- رشوان- وودوارد  ولا تنسى رباب رشوان مجهود زملائها من حولها في البحث وهم 30 باحثا يحملون جنسيات مصرية وأسترالية وإسبانية وبولندية وأمريكية، مختتمة حديثها: "وفي النهاية يشرفني أن أهدي هذا العمل لجامعة المنيا ولكل مصري حريص على إعلاء مصر". 


تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق



    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -