ناسا والكذب ... عندما يهجر العلم

 


 أعلنت وكالة الفضاء  الأمريكية ناسا نجاح مركبتها الفضاء"بيرسيفرانس"  في الهبوط بنجاح علي سطح كوكب المريخ 

المركبة هبطت في مكان يدعي "حفرة جيزيرو" وهي حفرة عملاقة يبلغ عرضها حوالي ٤٥ كيلو متر، حيث يعتقد العلماء بوجود آثار مياه في هذا المكان مما يعزز فرضية وجود آثار مجهرية لحياة قد تكون موجودة علي المريخ في يوم ما, وبالإضافة لذلك فإن المركبة مزودة بطائرة هليكوبتر حيث يتم التحكم فيها عن بعد من خلال مختبر الدفع النفاث التابع لوكالة ناسا الفضائية 


هل تكذب ناسا ؟!

قد يبدو الخبر غريب جداً علي البعض فكيف لمركبة فضائية تزن طن و٢٠٠ كيلو السفر لمدة حوالي ٧ أشهر ولمسافة ٤٧٢ مليون كيلو متر دون أن تتحطم أو حتي تضيع في الفضاء الشاسع  ؟!

ولماذا تقوم ناسا بصرف ٣ مليار دولار في بناء مركبة فضائية لمجرد النجاح في الوصول إلي المريخ ؟!

ما السر وراء إصرار وكالة ناسا الفضائية علي استكشاف الفضاء ومحاولة الذهاب بعيداً جداً لفهم بنية الكون ؟!

الإجابة هو العلم ..

ببساطة أخي الكريم فالعلم هو الدافع وراء كل ذلك والعوائد التي تتحقق من السفر في الفضاء تفوق ما يمكن تحقيقه علي الأرض بمراحل 

في البداية دعونا نعرف ماهية وكالة ناسا الفضائية 

الإدارة الوطنية للملاحة الجوية والفضاء والمعروفة اختصاراً بإسم ناسا NASA هي مؤسسة علمية أمريكية تم تأسيسها في عام ١٩٥٨ لغرض الأبحاث العلمية، ثم تحول اهتمامها بشكل كبير الي الفضاء بعد إطلاق الإتحاد السوفيتي السابق لأول قمر صناعي وهو "سبوتنيك 1" مما أزعج القيادة الأمريكية بشدة في ظل التنافس الشديد بينهم ..

ومن هنا بدأ سباق ناسا في الوصول إلي الفضاء وتبعها إنجازات عملاقة كانت لوقت قريب درب من الخيال 

لقد استطاعت وكالة ناسا الفضائية تحقيق العديد من الإنجازات مما مكنها من فهم العديد من أسرار الفضاء مما انعكس بالفائدة علي العديد من الصناعات المدنية خصوصاً الملاحة الجوية وتكنولوجيا المعلومات 

لقد تمكنت ناسا عبر العديد من المشاريع المشتركة مع وزارة الدفاع الأمريكية من تطوير العديد من الطائرات المقاتلة وزيادة قدرتها علي المناورة بالإضافة إلي صناعة العديد من الرادرات والتليسكوبات الفائقة 

لقد استطاعت ناسا تطوير العديد من المحركات النفاثة التي مكنتها من السفر إلي الفضاء بسرعات هائلة، بل والوصول الي اماكن لم يتخيلها عقل 

إضافة علي ذلك تمكنت ناسا عبر الخبرات التي تم اكتسابها من احتلال الفضاء عبر الآلاف من الأقمار الصناعية مما مكنها من كشف كل موقع علي ظهر الأرض 

لم يكن هذا الأمر وليد اللحظة بل هو نتاج خبرات متراكمة وتمويل ضخم يبلغ أكثر من ١٩ مليار دولار سنوياً وجيش من العلماء والمهندسين والفنيين مما ادي في النهاية إلي أن تصبح وكالة ناسا اكبر وكالة فضائية في العالم 

الإنسان عدو ما يجهل 

في الحقيقة ورغم أننا في القرن الواحد والعشرين فإن العديد من الناس لا زال يشكك في هذه الإنجازات ويعتقد أن هذه الأمور لا يمكن أن تحدث وذلك بسبب عدم استيعابه للتطور الذي حدث في العلم والاكتشافات اليومية التي تتحقق 

في هذه اللحظة التي نتكلم فيها هناك ابحاث تتم عن إمكانية نقل البيانات عن طريق الضوء وليس عبر إشارات إلكترونية مما يعني أننا علي وشك ثورة علمية جديدة في عالم الاتصالات 

ليس هذا فحسب بل إن هناك مشروع عملاق يدعي "ستار لينك" سيكون مهمته وضع آلاف الاقمار الصناعية في الفضاء لنقل الانترنت بسرعات فائقة الي كل مكان في العالم 

كذلك فإن ناسا تخطط لإرسال سياح الي الفضاء وفي سبيل ذلك تحاول انتاج مركبات مخصصة أقل كلفة عبر إستعمال مواد جديدة  

أما الأغرب علي الإطلاق فهناك بعض الدراسات لمحاولة التعدين الفضائي وهو ما يعني إرسال مركبات فضائية الي كواكب بعيدة من أجل الحصول علي بعض العناصر باهظة الثمن مثل الألماس ..

كل هذه الأمور وغيرها من الآلاف من الأبحاث التي تتم يومياً في مختلف المجالات تقودنا في النهاية إلي نتيجة واحدة وهي أن العلم يتقدم بأسرع مما نتخيل

مشروع ستارلينك الفضائي


من أقل من ٢٠٠ عام لم يكن هناك طائرات ولا سيارت ولا تليفونات ولو أنك أخبرت أحد من الماضي بالتقدم الحادث الان لأتهمك بالكذب والهرطقة 

هذا ما يحدث ببساطة .. بمرور الوقت يتقدم العلم ويتبعه اكتشافات علمية تؤدي إلي المزيد من التطور في شتي مناحي الحياة 

أما السؤال عن كيفية السفر إلي الفضاء بهذه السرعات العالية ؟

 فذلك لأن الالية التي يتم بها الأمر في الفضاء تختلف تماماً عن المجال الجوي للأرض حيث إنعدام الجاذبية والاحتكاك مما يمكن المركبات الفضائية من السفر بسرعات عالية جداً 

لكن كيف يمكن لرواد الفضاء السفر داخل مركبات فضائية تتحرك بهذه السرعات دون تحطم أجسامهم ؟!

ببساطة لأنهم لا يشعرون بالأمر أصلا .. وللتقريب فإن الأرض تدور حول محورها بسرعة ١٦٧٥ كيلو متر في الساعة وعلي الرغم من ذلك فأنت لا تشعر بحركتها إطلاقاً وذلك بسبب انها تتحرك بشكل مستمر (كالمسافر في داخل القطار السريع علي سكة حديدية مستقيمة فهو لا يشعر بالحركة الا اذا قام القطار بتغيير سرعته أو التوقف)


في النهاية لابد أن نعلم أن العلم يتقدم وان الأمور التي نعتبرها مستحيل قد تحدث ببساطة وان حلم الوصول إلى الفضاء أصبح حقيقة قائمة 












تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق



    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -