تصحيح المفاهيم ودحض الأباطيل عن القلب السليم والعليل .. بقلم الدكتور جمال شعبان

خدعوك فقالوا عن القلب 

أسطورة: إذا أصاب المرض والديك فهذا يعني أنك ستصاب به أيضا.

غير صحيح. أمراض القلب ليست  كلها وراثية. طبيبك يجب أن يعرف إذا كان والداك، أحدهما أو كلاهما، قد أصيب بأحد أمراض القلب قبل بلوغه الخامسة والخمسين من العمر. ولكن الوراثة ليست قدرا. فأنت تستطيع أن تتحكم بالعديد من مسببات الخطر، كالتدخين أو البدانة أو نظامك الغذائي أو مستويات الكولسترول في الدم. إن الخيارات المفتوحة أمامك يمكنها أن تقلل كثيرا من فرصة إصابتك بأحد أمراض القلب.

أسطورة: أمراض القلب لا تصيب إلا البالغين.

خطأ. فحتى المراهقون يمكن أن تتراكم على شرايينهم الدموية الرئيسية طبقات الدهون. فقد تكون البدانة في الطفولة أو مرض السكر  هما الخطوة الأولى نحو مأساة قلبية تستمر العمر كلها فالنظام الغذائي المتوازن ضروري لصحة الإنسان مهما كان عمره.

أسطورة: إذا كان وزنك طبيعيا فهذا يعني أن مستويات الكولسترول لديك طبيعية وأنك بأمان.

أبدا. في كل يوم يموت أشخاص نحفاء بمعدلات كولسترول منخفضة. لا شك أن الوزن الطبيعي ومعدلات الليبيدات الطبيعية هما أمران جيدان. ولكن الوزن والنظام الغذائي ليسا إلا جزءا من الصورة الكاملة. عليك بالإقلاع عن التدخين، وممارسة الرياضة، ومراقبة ضغط الدم لديك.

أسطورة: النساء يصبن بسرطان الثدي ولا يصبن بأمراض القلب.

كلا. أمراض القلب تقتل من النساء أكثر بكثير من سرطان الثدي. خصوصا النساء الذين قد تجاوزن سن اليأس. يجب على الرجال والنساء اتباع نظام غذائي متوازن والالتزام بنمط حياة صحي، لا فرق بين الجنسين في ذلك.

أسطورة: السجائر والسيجار تضر الرئتين ولا تضر القلب.

كلام فارغ. التدخين كارثة على الجسم كله. وخصوصا جهاز القلب والشرايين. فهنالك علاقة بين التدخين وبين كل أمراض القلب، من تصلب الشرايين، إلى اضطراب نبضات القلب والسكتة القلبية.

أسطورة: إذا كنت تدخن لفترة طويلة، فإن الامتناع الآن عن التدخين لن يجديك فتيلا.

غير صحيح. فبمجرد أن تتوقف عن التدخين تبدأ فورا في جسدك عمليات تقليل احتمالية إصابتك بأمراض القلب. دع عنك احتماليات إصابتك بسرطانات الرئة والمثانة والفم والثدي والقولون. وقد ينتهي بك فعلا المطاف إلى تقليل تلك المخاطر حتى تصبح في مستوى أولئك الذين لم يدخنوا قط.

أسطورة: داوم على تناول الأدوية الستاتينية، أو عقاقير تخفيض نسبة الكولسترول في الدم، وتناول ما شئت من طعام.

للأسف هذا أيضا غير صحيح. لكل شيء حسابه. قد تقلل الأدوية الستاتينية من نسبة إصابتك بالأمراض القلبية. ولكنها لا تؤدي إلا نصف المهمة فقط. أما الباقي فعليك، ويبدأ ذلك بالنظام الغذائي السليم، والإقلاع عن التدخين، ومراقبة ضغط الدم لديك.

أسطورة: السبب الرئيسي لأمراض القلب هو “انسداد الشرايين التاجية”.

كلا. فعلى العكس من ذلك فان الذبحة الصدرية، أو الآلام الصدرية البسيطة ،  يمكن ان تحدث دون انسداد الشرايين او تصلب شرياني مزمن 

فإن علة السكتة القلبية يقف وراءها شبكة معقدة من العوامل. والتي تشمل: كيميائية الجسد، الالتهابات، ووجود ما يسمى الطبقة المترسبة غير المستقرة على جدران الشرايين. أوعيتك الدموية محاطة بجدران ذات طبقات متعددة، يتسلل الكولسترول الموجود في الدم إلى تلك الطبقات مكونا جيوبا دهنية صغيرة. وفي بعض الحالات تصاب هذه الجيوب الدهنية بالارتخاء ثم تلتهب. ثم بعد ذلك قد تنفجر، مسببة تجلط الدم المار بها. هذه الجلطة المفاجئة تعيق انسياب الدم وتسبب سكتة قلبية. كل ذلك قد يحدث في ثوان معدودات.


لا يزال هنالك الكثير من الأساطير والأخطاء الشائعة التي يجب القضاء عليها. كالاعتقاد بأن التمارين الرياضية العنيفة والنظام الغذائي السليم هما وحدهما القادران على إنقاذك. وفي الواقع، أن مقدارا معقولا من التمارين، ونظاماً غذائياً معقولاً قد يحققان لك الكثير. أو الاعتقاد بأن الجهد الشديد مفيد لك. غير صحيح. الجهد الشديد ضار بقلبك، بل بجميع جسدك.

قد لا تستطيع الحقيقة أن تجنبك أمراض القلب بشكل مطلق، ولكن بدونها لا أمل لدينا للقضاء على هذا العدو القاتل

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق



    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -