قصة إسلام مئة وأربعين ألف من المغول علي يد رجل واحد


مقدمة

في الوقت الذي عانت فيه الدولة الإسلامية من ضعف شديد بسبب النزاعات الداخلية والصراع علي الحكم مما ادي إلي تقلص مساحتها بشكل كبير، كانت إمبراطورية المغول بقيادة القائد الكبير جنكيز خان من أكبر الامبراطوريات علي وجه الأرض، حيث بلغ عدد سكانها حوالي ١٠٠ مليون نسمة، وإمتدت مساحتها لأكثر من ٣٣ مليون كيلو متر مربع بداية من حوض الدانوب حتي بحر اليابان ومن الحدود الروسية الفنلندية حتي كمبوديا أي حوالي ربع العالم تقريبا ..


بعد موت جنكيز خان القائد التاريخي للمغول تم تقسيم امبراطوريته المترامية الأطراف بين أبناءه، وكانت اوزبكستان من نصيب أحد أقوي أبناءه ويدعي أوقطاي خان حيث عمد أوقطاي خان إلي عقد العديد من التحالفات مع القبائل بالإضافة إلي الإغارة علي القبائل التي ترفض التحالف معه تمهيداً لضم أراضيها إلي مملكته وإعادة توحيد الإمبراطورية المغولية مرة أخري وكانت اوزبكستان تقع داخل المناطق التي يسيطر عليها ..


في أحد الأيام دخل مجموعة من المسلمين إلي أحد المناطق المحظورة في اوزبكستان فتم القبض عليهم علي الفور وإرسالهم إلي اوقطاي خان قائد المغول الذي إستشاط غاضباً مما حدث ..


وهنا بدء أوقطاي خان بتوبيخهم ونعتهم بالكلاب فرد عليه أحد المسلمين المقبوض عليهم وكان يدعي الشيخ جمال الدين قائلاً ''صدقت نحن أحقر من الكلاب لولا أن هدانا الله لدين خير من دينك 


في هذه اللحظة غضب أوقطاي خان وكاد أن يفتك بالشيخ لولا أن استفاض الشيخ بالشرح وبدء يتكلم عن سماحة الإسلام مما أثار إعجاب اوقطاي خان بشدة 


وبعد أن أنتهي الشيخ جمال الدين من حديثه قال له اوقطاي خان '' لقد شعرت بصدق كبير فيما تقول ولكني لا أملك الكثير من بلاد المغول فأنتظر حتي أوحد البلاد ثم إرجع مرة أخري لمقابلتي لعلي أعتنق هذا الدين


أوقطاي خان  


ومرت الشهور والسنين وإستطاع أوقطاي خان توحيد جميع قبائل المغول وأصبح أعظم قائد في الدنيا كلها في هذا الوقت 


في هذا الوقت كان الشيخ جمال الدين علي فراش الموت فأوصي إبنه الشيخ رشيد الدين بالذهاب إلي أوقطاي خان وتذكيره بوعده 


مات الشيخ جمال الدين وهنا كان علي إبنه الشيخ رشيد الدين مقابلة أوقطاي خان قائد المغول بأي ثمن 


كانت المعضلة كبيرة جداً أمام الشيخ رشيد الدين، فمجرد الإقتراب من خيمة قائد المغول يعني موت وشيك 


حينها خطرت للشيخ رشيد الدين فكرة غريبة فبدل من التخفي للوصول إلي قائد المغول قرر الوقوف علي تبة عالية والتكبير بصوت عالي، وبالفعل فقد كان الصوت عالي جداً للدرجة التي أيقظت أوقطاي خان قائد المغول الذي طلب مقابلة هذا الرجل ليعرف قصته

وبذلك استطاع الشيخ رشيد الدين تذكير أوقطاي خان بالوعد الذي قطعه لوالده 

بعد ذلك جمع أوقطاي خان قادته وبدأ الشيخ رشيد الدين يتحدث عن الإسلام أمامهم مما أثار إعجابهم بشدة 


بعد ذلك توجه أوقطاي خان بالحديث إلي أكبر قادته ليستشيره في الأمر وكانت المفاجأة '' فقد أخبره القائد الكبير بأنه قد أسلم بالفعل منذ أكثر من أربع سنوات ولكنه قد خشي أن يعلن ذلك خوفاً من أن يفتكو به 


بدء أوقطاي خان بعرض الأمر علي باقي القادة فوافقو جميعاً إلا واحد منهم فقد أشترط علي الشيخ رشيد الدين أن يصارع واحد من أعتي جنود المغول قائلاً له .. إذا كنت علي حق فسينجيك الله من عبدي هذا (وكان هذا الجندي من قوته يستطيع حمل الجمل بكلتا يديه)


وبالفعل قبل الشيخ المسن هذا العرض وطلب من أوقطاي خان أن تتم المصارعة في حضور اكبر عدد من المغول، وفعلا اجتمع له في الساحة 140 الف مغولي 


حاول أوقطاي أن يثني الشيخ رشيد الدين عن الدخول في هذه المنازلة ولكنه أصر بشدة  ...

وما أن بدء النزال وسط صيحات الناس تقدم الشيخ رشيد الدين الي الجندي وما زاد علي أن ضربه في صدره فسقط الجندي علي الأرض، وهنا طلب الجندي النزال مرة أخري فحدث نفس الشئ، فما كان منه إلا أن ركع أمام الشيخ وشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله وتبعه ١٤٠ الف من المغول، وحينئذ تقدم القائد المعترض إلي الشيخ رشيد الدين وقبل يده وأعلن إسلامه أمام الجميع 


هذه القصة أوردها المستشرق الإنجليزي توماس أرنولد في كتابه الدعوة إلي الإسلام حيث بين أن قوة هذا الدين تكمن في ذاته، وليس في أتباعه فهذا الدين قادر علي حماية نفسه بنفسه في كل زمان ومكان، ولولا إسلام المغول والقبيلة الذهبية ما إستطاع أحد في الدنيا صد هذا الخطر الدموي الجارف 


المصادر كتاب الدعوة الي الاسلام للسير توماس ارنولد صفحة 235 الي صفحة 237

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق



    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -