كانت الساعة تشير إلي الواحدة ظهراً وفي شارع يكاد يخلو من البشر كانت الحاجة نعمات تجلس وحيدة علي الرصيف مع قليل من الترمس الذي تبيعه للمارة، حينها قررت السماء أن تفتح أبوابها وأنهمرت الأمطار لتغرق الشوارع بالكامل، أما الحاجة نعمات فلم يكن لديها أي إختيار سوي البقاء جالسة في مكانها حتي تستطيع أن تبيع أي شيء يساعدها علي الحياة، فرغم كبر سنها الذي تعدي السبعين عام إلا أن الحاجة نعمات استمرت في الجلوس وحيدة في إنتظار فرج الله الذي اتي سريعاً عندما قرر أحد المارة أن يلتقط لها صورة، وتصبح الحاجة نعمات بين ليلة وضحاها حديث السوشيال ميديا بأكملها ..
الحجة نعمات .. سيدة في الرابعة والستين من العمر تري في وجها النور وكأنها امرأه من السماء..
في مكان لا يصلح للسكن إطلاقا جلست الحاجة نعمات تفترش الأرض وتلتحف السماء وكأنها في صراع مع الحياة التي أخذت منها الكثير
.. تحكي الحاجة نعمات وتقول .. انا سيدة عجوز لا املك من حطام الدنيا شيء .. أعاني من العديد من الأمراض مثل الكثير من المصريين ولكن اكتر ما يؤلمني هو أني لا اري بعيني جيدآ، لذلك لا استطيع الذهاب الي بيتي بعد أن أنتهي من عملي ليلا وانتظر حتي يأخذني أحدهم الي منزلي، أو بالأحري الي الحجرة الذي أعيش فيها
منذ أكثر من عشرين عام وانا اعيش بنفس الطريقة اذهب بعد الظهيرة الي نفس المكان واعود ليلا الي مكان نومي المتهالك، فأنا لا املك رفاهية الاختيار .. هنا قطع الصحفي الحديث وسألها هل تحصلين على اي معاش أو إعانة من الدولة؟ .. أخبرته السيدة نعمات أنها لا تحصل علي اي شيء .. ولا تملك من حطام الدنيا شيء سوي هذه الحجرة التي تعيش فيها ..
أما عن المكان الذي تعيش فيه الحاجة نعمات فهو عبارة عن مكان يستخدم كجراج للسيارات به جزء مسقوف والباقي يري السماء مباشرة، والأرضية عبارة عن طين لزج حتي أن الأمطار قد تركت أثرها عليها .. ولكم أن تتخيلو أن إمراة في هذا السن تعيش في هذا المكان في هذا البرد القارص ..
كانت الحجة نعمات تتحدث حينما وقع صوت إرتطام قوي ناتج عن وقوع أحدي الصحفيات الحاضرين علي الأرض .. رد فعل الحجة نعمات كان مذهلا .. لقد استمرت بالسؤال عن الصحفية ومحاولة الاطمئنان عليها لدرجة إن الصحفي اضطر لإنهاء الحوار ..