تمهيد

نحن الان في عام 2150 حيث استطاع العلماء صنع نفق عملاق يخترق الارض الي الجهة المقابلة , الان سيقوم العلماء بقيادة مركبة مجهزة الي الداخل لمسافة 13 الف كيلو متر للخروج من الجهة الاخري والاجابة عن السؤال الاهم ماذا يحدث عند السقوط في داخل الارض ؟
قبل الاجابة عن هذا السؤال سوف نقوم برحلة اخري عبر الزمن الي الوراء قبل اكثر من اربعة مليار سنة ونصف وتحديدا في بداية نشأة كوكب الأرض
ما تراه الان لا يمكن ان يتخيله عقل, كوكب الأرض الذي تقف فوقه الان عبارة عن كرة نارية ملتهبة تدور بسرعة عالية جدا واثر ذلك علي تعاقب الليل والنهار عليها للدرجة التي جعلت اليوم الارضي تبلغ مدته 6 ساعات فقط


بعد مرور ملايين السنين تكونت قشرة خارجية باردة وبدأت ملامح كوكب الارض الخارجية بالتشكل ,أما المعادن الثقيلة مثل الحديد والنيكل فهبطت الي داخل الارض مكونة النواة التي تبلغ حرارتها 7 الاف درجة مئوية وهي تقريبا تساوي نفس الحرارة علي سطح الشمس وعملت هذه النواة علي حفظ توازن الارض وتشكيل ما يعرف بالجاذبية 
بعد ذلك استقرت حركة الارض بشكل كبير واصبحت صالحة للحياة


بداية الرحلة 

بدأت المحركات بدفع المركبة الي النفق بسرعة كبيرة وذلك حتي تتمكن من الخروج من الجهة الاخري لانه وبسبب الشكل البيضاوي لكوكب الارض ستصل المركبة الي نقطة في المنتصف تتعادل معها قوي الجاذبية مما يجعل مهمة الخروج من الجهة الاخري مستحيلة . لتبسيط الأمر تخيل نفسك في الجانب المقابل من النفق الارضي في انتظار خروج المركبة وقام احدهم بدفعك الي النفق فحتما ستقوم بالسقوط انت ايضا حتي تواجه قوي الجاذبية المضادة في الجانب الآخر وبعد عدة رحلات في الاتجاهين ستتوقف عن الحركة وستصل إلي منتصف المسافة وتتعادل قوي الجاذبية لتبقي هناك الي الابد وبدل من السقوط ستصبح مطالب بالقفز 
الامر بسيط جدا انت أيضاً تحتاج الي قوة دافعة تمكنك من الخروج من الجهة المقابلة ...

الوحش 

في باطن الارض ستبدو الامور اكثر دراماتيكية , يمكن ان تجد تجويفات عملاقة يعيش فيها مخلوقات غريبة , لا تتعجب فجميع شروط الحياة تتوفر هناك والماء الذي تتشكل معه الحياة موجود بكثرة تفوق اضعاف ماهو علي باطن الارض ..
ستري العجب العجاب , فالنواة الداخلية الصلبة تدور اسرع من النواة السائلة التي تليها وهذه الحركة تساعد علي اعادة توزيع الكتلة علي السطح لتبقي ثابتة وخلق المجال المغناطيسي للأرض
اما النواة السائلة الملتهبة فيندفع البعض منها الي الطبقات التي تليها لتشكل ما يعرف بفوهات البراكين التي يتركز اغلبها في اعماق المحيطات الساحقة والتي تعمل علي تبريد الحمم حتي لا ترتفع الحرارة علي سطح الارض للدرجة التي تستحيل معها الحياة ..
اما هذه الجبال شاهقة الارتفاع التي تراها علي سطح الارض ماهي الا جزء بسيط من باقي الجبل الذي تمتد جزوره الي الاعماق بشكل كبير ليعمل علي تثبيت الأرض ومنع تفتت القشرة الارضية وانجرافها ، فالامر يشبه سيمفونية رائعة من التناغم والدقة التي تشهد علي عظمة هذا الخالق


نهاية الرحلة

خرجت المركبة من الجهة المقابلة ولكن هناك كارثة في الطريق ، فالنفق االذي تم صنعه ادي الي حدوث تشوه في النواة الداخلية للارض الامر الذي ادي الي اندفاع الحمم البركانية الي الخارج بكمية ضخمة اكثر بكثير من المعتاد مما ادي الي ارتفاع درجة حرارة المياه في المحيطات بشكل كبير لتذوب معها الجبال الجليدية في القطبين الشمالي والجنوبي وبالتالي ارتفعت منسوبات البحار والمحيطات لتغرق الارض بالكامل ليعلم الانسان ان مجرد ثقب في الارض قد يؤدي الي هلاك الارض بمن عليها

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق



    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -