أبطال وراء الكواليس .. سر العربات التي حملت مومياوات الملوك الفراعنة

 

ساعات من الفخر والسعادة عاشها كل محبي الحضارة المصرية وليس أبنائها فقط، بعد الموكب التاريخي الذي نُقل خلاله 22 من المومياوات الملكية المصرية من موقعها بالمتحف القديم في ميدان التحرير وسط القاهرة إلى متحف الحضارة بمنطقة الفسطاط.


وطالت الإشادة كل المشاركين بهذا الحدث، وسلط جمهور مواقع التواصل الاجتماعي الضوء على من ظهروا على الشاشات، وسط احتفاء كبير بما قدموه، لكن هناك أبطال في الكواليس، ساهموا بلمساتهم الفريدة في خروج المشهد بما يليق بالحدث الاستنثائي، ومن بينهم مهندس الديكور المصري محمد عطية.

عمل عطية رفقة 35 مهندسًا آخر وحوالي 700 عاملًا لتصميم وتنفيذ "الديكور الخاص" بهذا الحدث الاستثنائي، ليكون ممتع بصريًا، وأظهرت ردود فعل الجمهور في الساعات الأخيرة، نجاح "فريق عطية" في مهمته.

ويكشف مهندس الديكور المصري محمد عطية كواليس تلك الرحلة الفنية

بداية الفكرة ..

يقول المهندس محمد عطية  "منذ عامين تقريبًا، بُلغت أنني سأكون المسؤول عن تصميم وتنفيذ (ديكور) هذا الموكب الاستثنائي، وكان كل ما يدور في عقلى، أنني بحاجة إلى صناعة شيء مختلف، يجمع بين الحضارة المصرية القديمة والأسلوب العصري، فكان التحدي أن نصنع مظاهر احتفالية تليق بتكريم هؤلاء الملوك لكن في القرن الواحد وعشرين".

ويضيف المهندس المصري "قررت استلهام روح الحضارة المصرية القديمة في الفكرة، مع مراعاة أن يكون التصميم والتنفيذ أقرب إلى العصر الحالي، ليكون المنتج النهائي يجمع بين الماضي والحاضر، وكان هذا الخط العام لتصميم كل ما يخص الموكب".


كما يتابع عطية قائلًا: "كانت كل التحضيرات الخاصة بالموكب في كفة، وتصميم وتنفيذ العربات التي ستنقل مومياوات الملوك في كفةٍ أخرى، لأنها الحدث الأساسي في هذا الموكب".

تصميم العربات

ويوضح عطية أن الهيكل الداخلي لعربة الموكب يخص سيارة تابعة للقوات المسلحة، وذلك لزيادة نسبة الأمان أثناء نقل المومياوات، ويردف: " الهيكل الخارجي صٌنع بأنواع مختلفة من الأخشاب، وصُمم بأسلوب يجمع بين الفن المصري القديم وروح العصر الذي نعيشه، ليكون مظهر العربة يليق بقيمة الملك الذي تنقل المومياء الخاصة به، وكان التحدي هو صنع مظهر خارجي فني لسيارة تقليدية".


ويشير المهندس المصري إلى أن العربة كانت مجهزة للتعامل مع أي ظرف طارىء، حيث كانت العجلات الخاصة بها مجهزة للنفخ تلقائيًا في حالة حدوث أي اختلال في نسب الهواء بداخلها، بالإضافة إلى وجود بطارية كهربية احتياطية داخل كل عربة، تعمل بشكل تلقائي في حالة تعرض البطارية الأصلية للضعف بسبب الإضاءات المستخدمة لتزيين العربات.


كما يستطرد عطية: "بعد الانتهاء من تصميم وتنفيذ العربات، جاء دور فريق آخر مختص في الحفاظ على المومياوات أثناء نقلها، وكانت هناك مساحة كافية داخل كل عربة لوجود (كبسولة النيتروجين) التي تحافظ المومياء من العوامل الخارجية".


يملك محمد عطية مسيرة فنية رائعة، حيث شارك في تصميم "ديكور" أكثر من فيلم مثل: الفيل الأزرق، ولاد رزق، أحكي يا شهرزاد، وبنات وسط البلد، وعديد من الفعاليات الهامة مثل مهرجان القاهرة السينمائي في نسخه الثلاث الأخيرة.

عباقرة من نوع خاص يحولون التراب الي ذهب، أنهم جنود مجهولين خلف الكواليس، يعملون في صمت ودائماً ما تكون أعمالهم عبارة عن تحف فنية ليس لها مثيل 

في منزله بالبدرشين جلس عمرو كمال برفقة والدته يتابعان معا الحدث الأهم والابرز عالمياً وهو موكب المومياوات الملكية الذي سيتحرك من المتحف المصري بالتحرير الي وجهته النهائية في المتحف القومي للحضارة المصرية في الفسطاط 
إنه الحدث الأكبر علي مدار حياته ، فهذا الأمر بالنسبة له احتفال اخر وانتصار شخصي يضاف الي رصيده من الانتصارات
ربما لا يعرف عمرو اسماء الملوك في هذا الموكب الضخم ولا حتي يعرف شيء عن تاريخهم، لكنه علي يقين بأن هؤلاء الملوك هم أجداده وأنه كان مشاركا في تجهيز تلك العربات التي تنقلهم 



كنت فخور جدا وأنا فاتح التلفزيون وبتفرج على الشغل بتاعنا» يحكي الشاب ذو الـ29 عاما، والذي كان على مدار شهر كامل يعمل في تجهيز العربات الناقلة لملوك ولملكات الفراعنة، وكان يفتخر بين زملائه بذلك: «اشتغلت نقاشة ودوكو ومعجون، وكان معايا ناس كتير، وفرحان أوي إني بشوف شغلي» يحكي الشاب الذي شارك أكثر من مرة في عمليات تعديلات العربات، ولم يكن يضيق ذرعا بذلك: «واشتغلت في كل عربيات الملوك والملكات». كان عمرو يعمل تحت إدارة حسن هاشم، صاحب مكتب للتصميمات وكان ضمن الذين عملولى تجهيز العربات، ويعتبر الرجل نفسه محظوظا بذلك العمل وتلك 



في البدرشين أيضا كان حسن معروف يجلس رفقة أخيه محمود، ويتابعان شاشة التلفاز رفقة الأب والأم، وكان حسن ومحمود يعملان في طلاء العربات، على مدار شهر كامل، وسبق أن عملا عليها، قبل تأجيل الموكب، وطلب تعديلات أخرى على العربات: «عملنا تعديلات 3 مرات، وكان رزق حلو لينا، ودلوقتي الفرحة مش سايعانا» قالها الشاب الذي كان يعمل ضمن مجموعة أخرى مع مكتب يديره أحمد فرغلي، ويعتبر فرغلي نفسه مشاركا في حدث مهم، سيحكي عنه لسنوات طويلة.

الخميس الماضي، كان حسين بخيت، ذو الـ32 عاما، يتناول إفطاره داخل المتحف القومي للحضارة المصرية المصرية، أوكلت إليه مهمة تصميم الديكور، فيما يتعلق بالأخشاب، وعلى مدار أشهر طويلة، ظل ينظم الأمر، ويضع له تصميمات مختلفة، وسبق له العمل في مسارح وأفلام: «أنا أصلا من قنا، ولي في القاهرة 12 سنة، وعندي ورش هنا وشغل».

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق



    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -